ديسمبر 23, 2024

لسنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬كان‭ ‬علماء‭ ‬المصريات‭ ‬يتجادلون‭ ‬بشدة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬بناء‭ ‬الأهرامات‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4000‭ ‬عام‭. ‬والآن،‭ ‬يقدم‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المهندسين‭ ‬والجيولوجيين‭ ‬نظرية‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ – ‬جهاز‭ ‬رفع‭ ‬هيدروليكي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬الأحجار‭ ‬الثقيلة‭ ‬عبر‭ ‬منتصف‭ ‬أقدم‭ ‬هرم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬باستخدام‭ ‬المياه‭ ‬المخزنة‭.‬

بنى‭ ‬المصريون‭ ‬القدماء‭ ‬الهرم‭ ‬المدرج‭ ‬للفرعون‭ ‬زوسر‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وكان‭ ‬أطول‭ ‬هيكل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬ارتفاعه‭ ‬حوالي‭ ‬62‭ ‬مترًا‭ (‬204‭ ‬قدمًا‭). ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬تشييد‭ ‬النصب‭ ‬التذكاري‭ ‬بالضبط،‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأحجار‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬وزنها‭ ‬300‭ ‬كيلوغرام‭ (‬حوالي‭ ‬661‭ ‬رطلاً‭)‬،‭ ‬ظل‭ ‬لغزًا‭ ‬عمره‭ ‬قرون،‭ ‬وفقًا‭ ‬للدراسة‭ ‬التي‭ ‬نُشرت‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬PLOS One‭.‬

‮«‬قال‭ ‬المؤلف‭ ‬الرئيسي‭ ‬الدكتور‭ ‬زافييه‭ ‬لاندرو،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمعهد‭ ‬باليوتكنيك‭ ‬للأبحاث‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬والذي‭ ‬يدرس‭ ‬التقنيات‭ ‬القديمة،‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬ناقشت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنشورات‭ ‬التفصيلية‭ ‬إجراءات‭ ‬بناء‭ ‬الهرم‭ ‬وقدمت‭ ‬عناصر‭ ‬ملموسة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المنشورات‭ ‬تركز‭ ‬عادة‭ ‬على‭ ‬الأهرامات‭ ‬الأحدث‭ ‬والأكثر‭ ‬توثيقًا‭ ‬والأصغر‭ ‬حجمًا‭ ‬من‭ ‬المملكتين‭ ‬الوسطى‭ ‬والحديثة‭ (‬1980‭ ‬إلى‭ ‬1075‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭)‬‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬بالبريد‭ ‬الإلكتروني‭: ‬‮«‬قد‭ ‬تشمل‭ ‬التقنيات‭ ‬المعنية‭ ‬المنحدرات‭ ‬والرافعات‭ ‬والرافعات‭ ‬والرافعات‭ ‬المتحركة‭ ‬والرافعات‭ ‬والمحاور‭ ‬أو‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭. ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬أهرامات‭ ‬المملكة‭ ‬القديمة‭ (‬2675‭ ‬إلى‭ ‬2130‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير؟‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬البشرية‭ ‬والمنحدرات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬القوة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لبناء‭ ‬الهياكل‭ ‬الصغيرة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬أخرى‭ ‬للأهرامات‭ ‬الكبيرة‮»‬‭.‬

وباستخدام‭ ‬نهج‭ ‬متعدد‭ ‬التخصصات،‭ ‬كانت‭ ‬الورقة‭ ‬الجديدة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أبلغت‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬متوافق‭ ‬مع‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬الداخلية‭ ‬للهرم‭ ‬المدرج،‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬المؤلفون‭.‬

كان‭ ‬نظام‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬المعقد‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المحلية‭ ‬ليسمح‭ ‬بوجود‭ ‬مصعد‭ ‬يعمل‭ ‬بالماء‭ ‬داخل‭ ‬العمود‭ ‬الرأسي‭ ‬الداخلي‭ ‬للهرم‭. ‬ووفقًا‭ ‬للدراسة،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬نوع‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬العوامات‭ ‬الأحجار‭ ‬الثقيلة‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬الهرم‭.‬

وبينما‭ ‬تُعَد‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬‮«‬حلاً‭ ‬مبتكرًا‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬المصريات‭ ‬غير‭ ‬مقتنعين‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬النظرية‭ ‬الأكثر‭ ‬انتشارًا‭ ‬إن‭ ‬المصريين‭ ‬القدماء‭ ‬استخدموا‭ ‬المنحدرات‭ ‬وأجهزة‭ ‬النقل‭ ‬لوضع‭ ‬الكتل‭ ‬الثقيلة‭ ‬في‭ ‬مكانها،‭ ‬وفقًا‭ ‬لعالم‭ ‬المصريات‭ ‬الدكتور‭ ‬ديفيد‭ ‬جيفريز،‭ ‬وهو‭ ‬محاضر‭ ‬متقاعد‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الآثار‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كوليدج‭ ‬لندن‭ ‬ولم‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭. ‬وإليك‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الخبراء‭ ‬عن‭ ‬النظرية‭ ‬الجديدة‭.‬

كانت‭ ‬صحراء‭ ‬مصر‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬سافانا

من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬المتاحة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬علم‭ ‬المناخ‭ ‬القديم،‭ ‬ودراسة‭ ‬المناخات‭ ‬القديمة‭ ‬والبيانات‭ ‬الأثرية،‭ ‬اقترح‭ ‬فريق‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬الجداول‭ ‬القديمة‭ ‬كانت‭ ‬تتدفق‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬هضبة‭ ‬سقارة‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬من‭ ‬الخنادق‭ ‬والأنفاق‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بالهرم‭ ‬المدرج‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتدفق‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬جسر‭ ‬المدير‭ – ‬وهو‭ ‬هيكل‭ ‬مستطيل‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬650‭ ‬مترًا‭ ‬وعرضه‭ ‬350‭ ‬مترًا‭ (‬2133‭ ‬قدمًا‭ ‬×‭ ‬1148‭ ‬قدمًا‭) – ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬كسد‭ ‬حاجز‭. ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬سابقًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬حصنًا‭ ‬أو‭ ‬ساحة‭ ‬احتفالات‭ ‬أو‭ ‬حظيرة‭ ‬للماشية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬وتخزينها‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭ ‬الغزيرة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تصفية‭ ‬الرواسب‭ ‬والأوساخ‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تسد‭ ‬ممرات‭ ‬المياه‭.‬

قال‭ ‬الدكتور‭ ‬غيوم‭ ‬بيتون،‭ ‬الباحث‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬الفرنسي‭ ‬للبحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬والأغذية‭ ‬والبيئة،‭ ‬ومقره‭ ‬معهد‭ ‬علوم‭ ‬الأرض‭ ‬البيئية‭ ‬بجامعة‭ ‬غرونوبل‭ ‬ألب،‭ ‬إن‭ ‬نظام‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬المفترض‭ ‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬فقط‭ ‬بالتحكم‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬أثناء‭ ‬أحداث‭ ‬الفيضانات،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬جودة‭ ‬وكمية‭ ‬المياه‭ ‬الكافية‭ ‬لأغراض‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والري‭ ‬والنقل‭ ‬أو‭ ‬البناء‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬المؤلفون‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬صحراء‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬شهدت‭ ‬هطول‭ ‬أمطار‭ ‬منتظمة‭ ‬أكثر‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬مما‭ ‬تشهده‭ ‬اليوم‭. ‬كان‭ ‬المشهد‭ ‬الطبيعي‭ ‬يشبه‭ ‬السافانا،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬حياة‭ ‬نباتية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬الصحراء‭ ‬القاحلة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬جدال‭ ‬حول‭ ‬متى‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬أكثر‭ ‬رطوبة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭.‬

قالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬جوديث‭ ‬بونبيري،‭ ‬عالمة‭ ‬الآثار‭ ‬الجيولوجية‭ ‬بجامعة‭ ‬كامبريدج‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬الجديدة،‭ ‬إنه‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬لدعم‭ ‬نظام‭ ‬مثل‭ ‬المصعد‭ ‬الهيدروليكي‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أبحاث‭ ‬سابقة‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬قنوات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬كانت‭ ‬تُبنى‭ ‬وتُستخدم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬القديمة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أبحاث‭ ‬سابقة‭ ‬نظرت‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬للطيور‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الأراضي‭ ‬الرطبة‭ ‬مثل‭ ‬الضفادع‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأهرامات‭ ‬الأخرى‭ ‬قد‭ ‬بُنيت‭ ‬باستخدام‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬فقالت‭ ‬لاندرو‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التحقيق‭. ‬‮«‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬مفتاحًا‭ ‬لكشف‭ ‬لغز‭ ‬كيفية‭ ‬رفع‭ ‬أكبر‭ ‬الصخور‭ ‬الضخمة،‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أهرامات‭ ‬مثل‭ ‬خوفو‭ ‬أو‭ (‬خفرن‭). ‬تزن‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬الضخمة‭ ‬عشرات‭ ‬الأطنان،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬نقلها‭ ‬باستخدام‭ (‬العمالة‭ ‬البشرية‭) ‬وحدها‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المصعد‭ ‬الهيدروليكي‭ ‬متوسط‭ ‬​​الحجم‭ ‬يمكنه‭ ‬رفع‭ ‬حمولة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬طن‭. ‬واستكشاف‭ ‬الأعمدة‭ ‬المخفية‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬الأهرامات‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬طريقًا‭ ‬واعدًا‭ ‬للبحث‮»‬‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *