ديسمبر 23, 2024

المقال الذي كتبه المفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادى «الفرصة  الأخيرة لإنقاذ  فلسطين  والعرب» يعالج قضية فلسطين التي تعتبر من أكثر القضايا تعقيدًا وتشابكًا في العالم العربي والإسلامي. يستعرض المقال محطات تاريخية حاسمة وقرارات دولية مهمة تم تجاهلها أو لم تُنفذ بشكل صحيح، مما أدى إلى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني لعقود.

الحمادي يسلط الضوء على التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الشعب الفلسطيني، مثل الأزمة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية والدعم الدولي المستمر لإسرائيل. عبر تحليل دقيق وواقعي، يقدم الشرفاء رؤية شاملة لحلول عملية يمكن أن تحقق التقدم نحو قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. مقاله يعكس ثقافة واسعة وفهمًا عميقًا للأبعاد التاريخية والسياسية للقضية، مما يجعل دعوته إلى التلاحم والوحدة ذات أهمية قصوى في هذه المرحلة الحرجة.

حيث ذكر فى مطلع المقال: «بعد مرور عشرات السنين والشعب الفلسطيني يعاني من التدمير والمجازر التي تنفذها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وفي ظل هذه الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فإن نقطة الضوء في نهاية هذا النفق المظلم وخيط الأمل الرفيع الذي يضمن الخلاص والسلام للشعب الفلسطيني هو العودة لقرارات مجلس الأمن والامم المتحدة المتعلقة بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الإنسانية والشرعية طبقاً للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن والقمة العربية في قيام دولته المستقلة ذات سيادة على أرضه قبل الاحتلال الإسرائيلي في 5 يونيه 1967.»

في هذه الفقرة، يسلط المفكر الضوء على المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني ويشير إلى أن الحل يكمن في العودة إلى قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة. هذا الطرح يعكس رؤية الكاتب الواضحة لأهمية الالتزام بالقرارات الدولية كوسيلة لتحقيق السلام والعدالة.

وأضاف: «لكن الأزمة الفلسطينية الداخلية مازالت تسبب عائقا ضخما يحول دون تنفيذ هذا الاصطفاف!! كما هي العادة منذ 75 عاما والتى لم تتحرك خلالها القرارات الدولية لقيام دولة فلسطينية قيد أنملة في التطبيق على أرض الواقع والسبب دخول الفلسطينين أنفسهم ومعهم العرب في حلقة مفرغة لايستطيعون الخروج منها لاستكمال متطلبات قيام الدولة الفلسطينية نظرا لأنه لايوجد مشروع فلسطيني ولا مشروع عربي يساعد الفلسطينيين على تشكيل حكومة مؤقته تتولى المسؤلية الكاملة بالنيابة عن الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه في وطن ينتمي إليه.»

وهنا، يوضح الكاتب أن الأزمة الفلسطينية الداخلية تشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق الوحدة والاصطفاف العربي. يشير إلى غياب مشروع فلسطيني وعربي مشترك كسبب رئيسي لعدم تحقيق الدولة الفلسطينية. هذا التحليل يعكس فهم الكاتب العميق للتحديات الداخلية التي تواجه الفلسطينيين.

وأضاف: «يجب أن ترتقي القيادات الفلسطينية لتكون على مستوى المسؤولية التاريخية وتحقق المعجزة للتلاحم بين كافة المنظمات الفلسطينية حتى تتحد الأهداف الوطنية ضمن استراتيجية واحدة، وهدف مشترك، يحقق أحلام الشعب الفلسطيني في دولة حرة آمنة مستقلة، ليمارس حقه في السيادة على أرضه ويرسم مستقبل أجياله، واستغلال قدراتهم في دولة أبية معترف بها دوليا، تشارك الدول العربية الشقيقة في صياغة مستقبل مشرق للعالم العربي، وذلك من خلال تشكيل حكومة انتقالية خاصة أن استمرار صراع المنظمات والفصائل المختلفة على السلطة سيلقى حتما ظلاله السوداء على الموقف الفلسطيني وسيؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني كما ضاعت سنة (1948م) عندما تم إصدار قرار التقسيم بين الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وبين الشعب اليهودي في دولة مجاورة.»

في هذه الفقرة، يدعو المفكر القيادات الفلسطينية إلى تحمل المسؤولية التاريخية وتحقيق الوحدة بين المنظمات الفلسطينية. يشير إلى أن استمرار الصراع الداخلي سيؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني. هذا الطرح يعكس رؤية الكاتب لأهمية الوحدة والتلاحم لتحقيق الأهداف الوطنية.

واستطرد قائلاً: «وبتلك الخطوات الثمانية نختصر الزمن، وتنتهي حالة التردد وتبني الثقة بين الشعوب لتحيا حياة طيبة بغض النظر عن الانتماء الديني والعقائدي والحزبي، وبعيداً عن استعلاء شعب على آخر.. وإقامة العدل والتعامل بالتسامح والإحسان والتعاون على البر والتقوى وتحريم العدوان بين بني الإنسان، وتحريم قتل الإنسان، اتساقا مع قوله سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ).»

في هذه الفقرة، يقدم المفكر خطوات عملية لتحقيق السلام والوحدة بين الشعوب، مشيراً إلى أهمية العدل والتسامح والتعاون. يستند إلى القيم الدينية والأخلاقية كمرجعية لتحقيق هذه الأهداف. هذا الطرح يعكس رؤية الكاتب الشاملة لتحقيق السلام والاستقرار.

المفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي يظهر في مقاله فهماً عميقاً للأزمة الفلسطينية وقدرة على تقديم حلول واقعية تستند إلى القانون الدولي، وقدرة على تقديم حلول عملية تستند إلى القيم الدينية والأخلاقية، مما يعكس ثقافته الواسعة ورؤيته الإنسانية العميقة.

ختامًا، يعبر مقال المفكر علي محمد الشرفاء عن فكر عميق وتحليل سياسي متين، ويظهر قدرة الكاتب على الربط بين الأحداث وتقديم حلول واقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *