الملخص
في هذا المقال يوضح المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، الأسباب الجوهرية التي أدت إلى ضعف العرب والمسلمين، إذ يعد هجر القرآن الكريم أول وأهم الأسباب، واتباع روايات الشيطان، التي لعبت الدور الأساسي في تمزق وتفرق الأمة وضعف قوتها، اذ أصبح بأسنا بيننا شديدا، حتى تمكن منا الأعداء فاحتلوا فلسطين وقتلوا أطفال غزة ونساءها وشيوخها، ونحن لا نملك سوى الشجب والاستنكار، لأننا متفرقون مختلفون ضعفاء، تركنا طاعة الله ورسوله وذهبنا إلى روايات ونصوص تؤسس للفرقة وتشعل الصراع، ولذلك فعلوا بنا ما نراه في فلسطين، فنحن كما يرانا العالم متصارعون مختلفون نهدم ديارنا ويقتل بعضنا البعض، والمشاهد واضحة في (ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان)، والنتيجة ضياع فلسطين ونحن صامتون.. تابع التفاصيل.
التفاصيل
هجر ونزاع
لم يعد المسلمون يتمسكون بكتاب الله كما أمرهم، ولم يعتصموا بقرآنه ولم يتبعوا تحذيراته في قوله سبحانه: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال -46).
خلاف وضعف
فقد ذهبت ريح العرب المسلمين نتيجة للخلاف المستمر منذ أربعة عشر قرنًا، وهجروا كتاب الله الذي يضيء لهم الطريق في الحياة الدنيا، واتبعوا أهواءهم وشياطينهم، فتقاتلوا وتفرقوا، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، لذلك تكالب عليهم الأعداء واستغلتهم قوى الشر فاستباحت عقولهم، واحتلت أراضيهم، وأفقدتهم قيمهم ومبادئهم، وأصبحوا لقمة سائغة لعدوهم الذي حذرهم الله منه في كتابه المبين.
اهواء الشيطان
بل أكثر من ذلك قدموا له القرابين وسخروا له كل الطرق، ومنحوه الثقة حتى استطاع أن يخترق العقول، فضاعوا وتاهوا بين أهوائهم وبين شياطينهم من الإنس، الذين استبدلوا الآيات بالروايات التي ألفها عدوهم، ليستمر الصراع بينهم.
روايات شيطانية
وما زال العرب والمسلمون متمسكين بالروايات الشيطانية، إذ استبدلوها بالآيات القرآنية، فصنعت منهم الوحوش البشرية والقاسية قلوبهم، يدمرون المدن ويقتلون الأبرياء في المساجد والكنائس، وهم يتعبدون لله ويقيمون صلواتهم، بينما الإرهابيون يقاتلون الناس تحت شعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
قسوة وكراهية
حيث وظفوا دين الرحمة ليتحول إلى دين يدعو للقسوة والكراهية والبغضاء وتتولى المعاهد الدينية المختلفة تخريج الآلاف من الإرهابيين وفق عقيدة فاسدة تتناقض مع أهداف رسالة الإسلام، وما تدعو إليه من نشر العدل والسلام والإحسان والتعاون، وعدم الاعتداء على الناس، وتحريم الإفساد في الأرض، وتحريم الظلم لكي يعيش الإنسان حياة كريمة في ظل الأمن والسلام.
مشاهد واضحة
وما فلسطين وسوريا والعراق وما حدث فيهما من جرائم ضد الإنسانية بأيدي الأشقاء وأيدي الأعداء من تشريد الملايين يتيهون في الأرض بلا ملجأ ولا حياة ولا مستقبل.
التصالح مع الله
وسيظل العرب في هذه الحالة حتى يتصالحوا مع الله، ويرجعوا إلى كتابه، المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، وحتى ذلك اليوم تكون أحوال الأمة العربية قد ساءت أكثر بكثير من الماضي، حينما ننظر إلى الحاضر كيف تفرقوا وتصارعوا ولم يرجعوا إلى الله فسيظلون يتسولون الأمن لأوطانهم من الأعداء، ونسوا قدرة الله على الطغاة إذا غضب الله على الظالمين والمتكبرين حيث يقول سبحانه: (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِين) (51 النمل).
الله العزيز وحده
إلى الذين يبحثون عن الحماية عند أعدائهم وينسون أن العزة عند الله إذا اتبعوا كتابه وطبقوا تشريعاته في الرحمة والعدل والحرية والسلام وكأن الله سبحانه وتعالى يخاطبهم بقوله: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء-139).