لقد تفرق العرب وتشرذموا وِفق خطة جهنمية لفك الارتباط بينهم، فقد جمعهم المصير المشترك وعدوٌ واحدٌ يطمع في بسط سلطته على مواردهم البترولية.
ولكي يتحقق له ذلك لم يجد غير سياسته القديمة «فَرِّق تَسُد»، واستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي واستقطب الجمهور نحو شعارات زائفة مثل «حقوق الإنسان» في التعبير والتظاهر من أجل خلق الفوضى الخلاقة لإسقاط الأنظمة وتدمير الأوطان، وينفرط العقد العربي وتتبخر أمانيهم في تحقيق وحدتهم وإنشاء قوات مسلحة مشتركة باسم الجيش العربي لتواجه الخطر المحدق بمستقبل الأمة العربية وإدراك أعداء العروبة، لخطورة تلك الخطوات الاستراتيجية التي ستحرمهم من السيطرة على منابع النفط.
شعارات جديدة للسيطرة على العرب
فكما استعمروا الدول العربية سابقًا عادوا بفلسفة جديدة وشعارات تستهوي الشباب، يشنون حربًا نفسية شعواء فبدلًا من أن يكون الصراع مباشرًا بين قوات الاحتلال. استطاعوا أن ينقلوا الصراع فيما بين الدول العربية وهم يمدونهم بالأسلحة الفتاكة ليقتتل العرب فيما بينهم، ليهيئوا الساحة لدخول الغزاة حيث يجدون مبررًا لحماية آبار النفط التي يتحمل حمايتها الدول العربية وشعوبها.
ولا نلوم المستعمرين الجدد الذين أصبحوا أكثر وقاحة وأشرس عداواة ووحشية، ينظرون للعرب أنهم لا يفيدون الإنسانية في تطورها بشيء غير أنهم قابعون على بحار من الطاقة البترولية الغرب أحق بها منهم.
العرب جمعهم المصير المشترك
منتهى الاستهانة بالأمة العربية وانحطاط الأخلاق، يتعاملون مع الدول العربية معاملة العصابات من ابتزاز وتهديد وعقوبات لتقييد حرية القرار لدى قادة الدول العربية، وكأننا أصبحنا عبيدًا للمجرمين الأمريكان الذين استباحوا دماء اليابانيين، مئات الآلاف قُتلوا بقنابلهم الذرية وعشرات الآلاف من الشبان الفيتناميين تم ذبحهم من أجل تشغيل مصانع الأمريكان المنتجة، ومئات الآلاف قتلوهم ظلمًا وعدوانًا في العراق عندما اختلقوا أكذوبة أسلحة التدمير الشامل؛ فسالت أودية من دماء أشقائنا العراقيين وتجاوزوا الخطوط الحمراء للقانون الدولي وضربوا بالحائط كل المواثيق الدولية، عندما اعترفت بالجولان قطعة غالية من سوريا وتسليمهم بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكثر من ذلك لا يسعنا حصر جرائمهم.
وبعد كل ذلك أليس من الغريب أن تطلب مصر وساطة الذئب الذي يبحث عن وسيلة للضغط على مصر لكي يكون القرار المصري رهن مصالحهم، فكيف يمنحون الأمريكان فرصة ذهبية ليكونوا وسطاء في سد النهضة؟
استغلال امريكا الفرصة للضغط على القرار المصري
ألا تخشى مصر من استغلال أمريكا تلك الفرصة للضغط على القرار المصري فى موضوع يتعلق بحياة مائة مليون مصري ويضعون من القيد وعمليات الابتزاز ليكون القرار المصري المستقل في تنويع السلاح مع روسيا يسمح للأمريكان بالمساومة فى قضية حياتية، إما أن تتوقفوا عن تنفيذ خطط السلاح المشتركة مع روسيا وإلا سنتخلى عن دورنا في الوساطة ونشجع إثيوبيا للسير قدمًا نحو تحقيق أهدافها.
فماذا ستكون النتيجة؟ وكيف سيواجه الموقف المصري الحفرة السوداء التي وضع نفسه فيها لتكون قيدًا على حريته؟ كيف فات على الخبراء السياسين معرفة أن السياسة الأمريكية لا مصداقية لها وتستخدم دائمًا «الغاية تبرر الوسيلة» دون قيم وأخلاق وضمير؟ ألم يكونوا هم الذين سعوا في إسقاط الدولة المصرية!
خطط إسقاط الدولة المصرية
فمن يريد أن يعرف؛ فعليه قراءة «مذكرات هيلاري كلنتون» التي تتحدث بصراحة عن خطط إسقاط الدولة المصرية لتسليمها للإخوان المسلمين، فهل بعد كل تلك المواقف ما زال لدى أصحاب القرار في مصر أمل في مصداقية الحكومة الأمريكية بعد سقوط كل الأقنعة السوداء وظهرت بوجهها القبيح الذى يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟ وأصبح تعامل الحكومة الأمريكية مع دول العالم بعيدًا عن القانون الدولي، بلطجة وعقوبات وسيطرة على مقدرات الشعوب باسم شعارات كاذبة بائسة من حقوق الإنسان الذي يقتلونه كل يوم، وديمقراطية زائفة التي يدرّسونها في كل لحظة حتى في واشنطن نفسها ومواقفهم السلبية تجاه الكونجرس الذي يمثل الشعب الأمريكي.
لذلك لا بد من إعادة النظر معهم وتحديد مصالح العرب إذا تناقضت مع مصالحهم فليذهبوا واليهود إلى الجحيم. والعرب مرة أخرى يلتفون حول أشقائهم قبل أن تحدث الكارثة لإنقاذ ما يمكن انقاذه ورص الصوف وتوقيع وثيقة الاتحاد العربي الذى يتولد منه الجيش العربي الموحد للحفاظ على الدول العربية، ولا يعتمد أي قائد عربي أن دولته في معزل عن مخطط الاٍرهاب الأمريكي الغربي الذي تقوده إسرائيل لتحقيق أحلامها من النيل إلى الفرات.
والسلام على أمة العرب، إذا لم تأخذ الأمور بجدية وتستلم مصر قيادة العالم العربي فسنعود إلى الوراء قرونًا من الزمان، ونتسول من الأمريكان بعض من ثروات العالم العربي ليلقوا إلينا بالفتات.. استيقظوا يا عرب قبل فوات الأوان.