في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة لأكثر من 100 يوم، تكشف تقارير صحفية حديثة عن تطورات خطيرة، تؤكد مدى تصميم إسرائيل على تصعيد حربها ضد الشعب الفلسطيني، إلا أنه في الوقت الذي تسعى فيه تل أبيب للتفاوض مع واشنطن؛ لتزويد جيشها بآلاف الأسلحة والذخائر، ترد أنباء عن مساعٍ لإبرام صفقة مع حركة حماس.
الاجتماعات الأمريكية
أكدت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، وصول وفد أمني إسرائيلي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بهدف التفاوض والبحث حول إبرام صفقة أسلحة “فورية”؛ لتعزيز إمكانيات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتمكينه من مواصلة عدوانه الدموي على قطاع غزة المستمر من 109 أيام.
وفقًا للمعلومات الواردة من قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، يشمل الوفد الإسرائيلي جلسات مع مسؤولين في الجيش الأمريكي والصناعات العسكرية والدفاعية الأمريكية، الهدف الرئيسي لهذه الاجتماعات يتلخص في التحضير لصفقات شراء فورية تشمل توفير آلاف الذخائر والأسلحة المتقدمة، بهدف معالجة نقص الذخيرة وتحسين استعدادات الجيش الإسرائيلي لاستمرار العدوان على غزة وإمكانية مواجهة حروب محتملة في لبنان.
وسيحاول الوفد الإسرائيلي الذي يرأسه المدير العام لوزارة الدفاع، إيال زامير، ورئيس شعبة التخطيط بجيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء إيال هرئيل، البدء في عمليات شراء لجلب طائرات ومروحيات قتالية إلى إسرائيل، لكن هذه العملية من المتوقع أن تستمر لسنوات، وفق المصدر ذاته. ومن المتوقع أن يبقى الوفد الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.
دعم أمريكي لإسرائيل
تأتي هذه الخطوات في سياق الدعم العسكري الكبير الذي تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة، إذ شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن في ديسمبر 2023 على استمرار التزام بلاده بتقديم الدعم العسكري لإسرائيل، خلال احتفال في البيت الأبيض بمناسبة عيد “حانوكا” اليهودي، وأن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري لإسرائيل حتى تتخلص من حركة حماس، مؤكدًا التزامه بدعم تل أبيب.
مساعٍ للتسوية
من جهة أخرى، تتزامن هذه التطورات مع أخبار حول إمكانية تحقيق تسوية في قضية النزاع مع قطاع غزة، إذ أفادت القناة “13” الإسرائيلية بأن تل أبيب قد صاغت مبادئ صفقة متكاملة مكونة من 3 إلى 4 مراحل، تتضمن تغييرًا في انتشار القوات الإسرائيلية في غزة ووقفًا مؤقتًا للقتال، دون إنهاء الحرب بشكل نهائي.
كما تتضمن الصفقة طور الإعداد، وفق القناة، “موافقة إسرائيل على إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لفترة طويلة”، دون مزيد من التوضيح.
وحسب المصدر ذاته، تشمل الصفقة المتبلورة إطلاق حماس سراح النساء المتبقيات لديها والرجال من كبار السن، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم في دفعة واحدة.
وقالت القناة إنه “في المرحلة الثانية سوف يتم إطلاق سراح المحتجزين الأصغر سنًا والشباب، بينما تشمل المرحلة الثالثة إطلاق سراح الجنود والجثث التي تحتفظ بها حركة حماس”.
ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، أن تل أبيب “تلقت خلال الأيام الأخيرة الماضية، رسائل من الوسطاء تفيد بأن حماس بدت أكثر مرونة فيما يتعلق بمطلبها أن تكون نهاية الحرب جزءًا من صفقة مُحتملة”.
تجدر الإشارة إلى أنه من منذ 109 أيام يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الدموي على قطاع غزة، مخلفًا حتى أمس الإثنين “25 ألفًا و295 شهيدًا و63 ألف إصابة، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت بـ”دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.