ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة، أمس الخميس، بعدما أطلقت قواته النيران على حشد كبير من الفلسطينيين بمنطقة دوار النابلسي شمال غزة أثناء تلقيهم للمساعدات الغذائية ما تسبب في حالة من الفوضى، وأدى لاستشهاد أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات.
وأكدت مصر أن استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل يعتبر تصرفًا غير إنساني، ولفتت إلى أن تجمع الأهالي في منطقة دوار النابلسي بشمال غزة المحاصر، كان بسبب انتظارهم لوصول شاحنات المساعدات الإغاثية، معتبرة أن ذلك التصرف يعتبر جريمة مشينة وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وطلبت الخارجية المصرية في بيان لها من مجلس الأمن الدولي، والدول التي تعيق قيامه باتخاذ قرارات عاجلة لوقف الحرب، بتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية عن الوضع المأساوي.
* ماذا جرى في دوار النابلسي؟
فتحت نيران دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في الطريق الساحلي “هارون الرشيد” في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، تجاه آلاف المواطنين من شمال غزة وتحديدا مدينة غزة وجباليا وبين حانون، حيث كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية؛ ما أدى إلى استشهاد عدد كبير وإصابة المئات، وفقا لوكالة وفا الفلسطينية.
وخلال عدوانه الأخير على غزة ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر وانتهاكات بحق مراكز الإغاثة والمساعدات، والتي نستعرض أبرزها في التقرير التالي:
* مجزرة دوار الكويت
وقبل نحو شهر، ارتكب الاحتلال في جريمة مشابعة استهدفت القوات الإسرائيلية،حشداً من النازحين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية عند “دوار الكويت” في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينياً وجرح العشرات.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية.
* استهداف شاحنة مساعدات أممية
كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن شاحنة تابعة للأمم المتحدة كانت تحمل مواد غذائية حيوية متجهة إلى شمال غزة تعرضت للقصف في 5 فبراير بقذيفة إسرائيلية، بالرغم من الاتفاق على توفير طريق آمن.
وتقول الأمم المتحدة إنها تعرضت لنيران البحرية الإسرائيلية، حيث أشارت “سي إن إن” في تحقيقها إلى أنها حددت، وفق صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها بعد ساعتين فقط من الهجوم، السفن التي لا يمكن أن تكون سوى قوارب البحرية الإسرائيلية، حيث تم نشرها على طول الساحل وتهاجم غزة من الغرب.
*قصف إسعاف الشفاء
وفي 3 نوفمبر الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي سيارة إسعاف أمام مستشفى الشفاء، إلى استشهاد 15 شخصا وإصابة 60 آخرين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الصحة الفلسطينية إن السيارة كانت جزءا من قافلة تقل عددا من الجرحى في طريقهم لتلقي العلاج بمصر.
واعتبر الهلال الأحمر أن استهداف الطواقم الطبية بشكل متعمد يشكل انتهاكا جسيما لاتفاقيات جنيف، وجريمة حرب، كما أن على الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الأربعة، التزام ومسؤولية قانونية بضمان حماية الطواقم الطبية والأشخاص المدنيين في جميع الظروف.
* اغتيال بمستشفى جنين
وفي 3 يناير الماضي، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات خاصة إسرائيلية اغتالت ثلاثة شبان منهم شقيقان داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين بالضفة الغربية. وأوضحت أن القتلى هم محمد وباسل أيمن الغزاوي ومحمد وليد جلامنة.
وكانت قوة قوامها 12 جندياً من قوات الاحتلال داهمت مستشفى ابن سينا في جنين، وانتشرت في مواقع عدة، فيما قام ثلاثة من أفرادها بالتسلل إلى رواق يضم عشرة أسرّة في الطابق الثالث واغتالت ثلاثة شبان هم الشقيقان محمد وباسل أيمن الغزاوي، ومحمد وليد جلامنة. وأحد هؤلاء، باسل الغزاوي، كان يتلقى العلاج في المستشفى منذ 25 أكتوبر 2022، بعدما أصيب خلال قصف جوي استهدف مقبرة جنين.
* القانون الدولي الإنساني: التجويع جريمة حرب
يحظر القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. وينص “نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية” على أن تجويع المدنيين عمدا “بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الغوثية” هو جريمة حرب. لا يتطلب القصد الإجرامي اعتراف المهاجم، ولكن يمكن أيضا استنتاجه من مجمل ملابسات الحملة العسكرية.
كما أن الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، فضلا عن إغلاقه المستمر منذ 16 عاما، يرقيان إلى مصاف العقاب الجماعي للسكان المدنيين، وهو جريمة حرب. وباعتبارها القوة المحتلة في غزة بموجب “اتفاقية جنيف الرابعة”، من واجب إسرائيل ضمان حصول السكان المدنيين على الغذاء والإمدادات الطبية، وفقا لهيومان رايتس ووتش.