في غزة حيث الألم متجدد والمآسي لا تعرف نهاية، رحل خالد نبهان، شهيدًا بعد فقده لحفيدته الصغيرة ريم “روح الروح” كما كان يناديها جدها “نبهان” في أثناء وداعه لها وهو يمسح بيده الدماء التي تسيل على وجهها البريء، بعد إصابتها في قصف غاشم على منزله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر 2023، لتترك وراءها حسرة تملأ قلب جدها، الذي لم يصدق أن طفولتها البريئة غادرت بهذه الوحشية، واليوم كانت الفاجعة ليرتقي هو ويلحق بحفيدته شهيدًا.
لم يمض كثيرًا على فقد الحفيدة، حتى التحق الجد “نبهان” بركب الشهداء، جراء غارة لطائرات جيش الاحتلال على تجمع لعدد من المدنيين الفلسطينيين بمخيم النصيرات في قطاع غزة، وبرحيله ترك رسالة خالدة بأن الإنسانية لا تموت، رحل جسدًا، لكن ذكراه في أثناء وداع حفيدته ستبقى شاهدة على المعاناة التي يعيشها كل بيت في غزة.
كان خالد نبهان يزور أحفاده طارق وريم في القبر، وقال في أحد مقاطع الفيديو، التي كان يبثها: “أزور كل يوم قبر ريم وطارق”.
قبل رحيله وجّه “نبهان”، جد “روح الروح” رسالة لأهل مصر وسوريا وتونس والعديد من الدول العربية، قائلًا: “أنتم روح الروح، بفضل دعائكم ربنا ربط على قلوبنا، وصبرنا وخفف على قلوبنا، وبركة دعائكم وصلواتكم أنتم أشرف ناس، وبإذن الله نلتقي مع العرب ونروح للأقصى، رغم أنف من يضربونا، الله قال (حقًا علينا نصر المؤمنين)”.
ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الشيخ خالد نبهان “أبو ضياء” الذي اشتهر بعبارة “روح الروح” استشهد بقصف الاحتلال على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45.028، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، 7 أكتوبر 2023.
وأضافت الوزارة أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 106.962 جريحًا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر، أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيًا، وإصابة 203 آخرين.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.